السيناريو المتوقع لقرارات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على مؤشر الدولار والذهب
تترقب الأسواق إعلان الفيدرالي الأمريكي عن قرار وبيان الفائدة يوم الأربعاء الساعة 6:00 م بتوقيت جرينتش وتشير التوقعات إلى إلى إبقاء الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة دون تغيير عند 4.5% ولكن كيف سيؤثر هذا القرار على الأسواق؟
في هذا المقال سنتعرف على أهم البيانات الاقتصادية وتأثيرها على قرارات الفيدرالي الأمريكي، مؤخرًا أضاف القطاع غير الزراعي 177 ألف وظيفة وهو ما أكد على أن الفيدرالي لن يتسرع في خفض الفائدة ولكن هناك العديد من الأعضاء صرحوا بأن جيروم بأول لن يتسرع في تعديل مستويات الفائدة على المدى القريب وهو ما قد يدفع الدولار للارتفاع في حال تم التصريح بذلك خلال المؤتمر الصحفي.
في سياق متصل صرح الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا بأنه لا نية له في عزل جيروم بأول محافظ الفيدرالي الأمريكي الأمر الذي أعطى شعور بالارتياح لدى المستثمرين بأن دونالد ترامب يحاول التدخل في سياسة الفيدرالي الأمريكي وخلق المزيد من التوترات والضبابية.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بنسبة 2.6% على أساس سنوي خلال شهر مارس ومن المتوقع أن يظل عند مستويات مرتفعة خلال الفترة القادمة بسبب التعريفات الجمركية مما قد يحد من أي نبرة سلبية للفيدرالي الأمريكي خلال هذه الفترة.
أما فيما يتعلق بسوق الإسكان فهناك بعض التطورات التي قد تزيد من تقلب البيانات وهي تراجع أسعار الإيجار والذي يمثل حوالي 40% من سلة مؤشر أسعار المستهلكين حيث تراجع كل من أسعار الإيجارات وأسعار القطاع الخدمي خصوصًا في السفر والضيافة وهو ما قد يدفع التضخم نحو الهدف المحدد لها بحلول 2026.
يزيد هذا الارتفاع من الضغوط على الأسر الأمريكي التي باتت تعاني من استمرار ارتفاع الأسعار وخفض الإنفاق الحكومي والأمان الوظيفي مما أدى إلى تراجع ثقة المستهلك ومعدل الانفاق، إضافة إلى اتجاه العديد من الشركات إلى خفض الانفاق وخفض معدل التوظيف وهو ما قد يزيد من استمرار التباطؤ الاقتصادي.
ورغم التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، فإنه لا يزال مشتريًا للسندات الحكومية الأمريكية، مما يوفر دعمًا مستمرًا لأسواق الدخل الثابت. وقد خفض الفيدرالي مؤخرًا وتيرة تقليص ميزانيته العمومية، ويسعى تدريجيًا إلى تحويل حيازاته من الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري إلى سندات الخزانة. ومع استمرار القيود المفروضة على وزارة الخزانة الأمريكية بسبب سقف الدين، ولجوئها إلى سحب من احتياطياتها النقدية البالغة 675 مليار دولار، فمن المتوقع أن ترتفع مستويات السيولة (الاحتياطيات) في النظام المصرفي، مما يقلل الضغوط التمويلية على المدى القريب.
على صعيد آخر، لا يجري تداول مؤشر الدولار حاليًا أسفل مستوى المقاومة 100.40 وهو ما يبقي على النظرة السلبية على المدى القصير وتظل هذه النظرة قائمة ما لم يحدث اختراق لهذا المستوى وتتوجه أنظار السوق إلى مستوى الدعم 97.87 وفي حال كسر هذا المستوى فمن المتوقع أن يستمر التراجع إلى 97.00.
في حال أشار بيان الفائدة أو جيروم بأول بأنه لا نية لخفض الفائدة على المدى القريب فقد يسجل الدولار ارتفاعًا مؤقتًا وصولًَا إلى 103.85 ثم معاودة الهبوط مرة أخرى.
وعلى صعيد تداولات الذهب يجري تداول أونصة الذهب حاليًا قرابة مستوى مقاومة قوي عند تصحيح فيبوناتشي نسبته 0.618% قرابة المستوى 3382 ومن المتوقع أن يواصل الارتفاع في حال استقرار الأسعار أعلى هذا المستوى بعد المؤتمر الصحفي للفيدرالي الأمريكي وصولًا إلى المستوى 3440.
أما في حال فشل الذهب في اختراق هذا المستوى فقد يجري تداوله داخل نطاق عرضي فيما بين 3338 والمستوى 3385$ على المدى القصير.
