كيف أثرت بيانات التضخم على الدولار وتوقعات قرارات الفيدرالي الأمريكي

تأثير بيانات التضخم الأمريكية على الدولار وقرارات الفيدرالي الأمريكي
صدرت بالأمس بيانات التضخم الأمريكية لشهر أغسطس، وهي بيانات كانت محط أنظار الأسواق العالمية لما لها من تأثير مباشر على الدولار الأمريكي وتوجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) سجل ارتفاعًا بنسبة 2.5% على أساس سنوي، كالمتوقع، بينما سجل التضخم الأساسي الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة ارتفاعًا بنسبة 0.3% على أساس شهري.
تأثير بيانات التضخم على الدولار الأمريكي
شهد الدولار الأمريكي تذبذبًا في الأسواق بعد صدور بيانات التضخم، حيث سجل ارتفاعًا قويًُا نتيجة زيادة التوقعات بأن الفيدرالي لن يقوم بخفض الفائدة بمعدل أكبر من توقعات الأسواق حيث سعرت الأسواق بأن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمعدل 0.25% بدلًا من 0.50% خلال اجتماعه هذا الشهر. حيث أن التضخم المرتفع يدعم دائمًا موقف الفيدرالي الأمريكي في الحذر من خفض الفائدة بشكل كبير والحفاظ على معدلات الفائدة مرتفعة نسبيًا.
ومع ذلك، تحرك الدولار بشكل متذبذب بعد استيعاب الأسواق للبيانات، حيث أن الفيدرالي قد يكون في موقف متردد بين الحاجة إلى السيطرة على التضخم والحفاظ على استقرار النمو الاقتصادي.
أثر البيانات على قرارات الفيدرالي الأمريكي
من المتوقع أن تكون هذه البيانات مؤثرة في اجتماع الفيدرالي الأمريكي المقبل في 18 سبتمبر المقبل. ارتفاع التضخم الأساسي الشهري قد يدفع الفيدرالي إلى الحفاظ على سياسة الفائدة المرتفعة لفترة أطول،دون الاضطرار لخفضها بوتيرة سريعة جدًا. الفيدرالي يعتمد على هدف الوصول إلى 2% كنسبة تضخم، والبيانات الحالية تظهر أن الحافظ على وتيرة الاتجاه لهذا الهدف قد تكون أصعب من المتوقع.
لكن في المقابل، قد يأخذ الفيدرالي بعين الاعتبار تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والمخاطر المرتبطة برفع الفائدة بشكل مفرط، مما قد يضر بالنمو ويزيد من مخاوف الركود ولهذا من المتوقع أن يقوم بخفض الفائدة هذا العام بمقدار 75 نقطة أساس.
النظرة الفنية لمؤشر الدولار
من المتوقع أن يحافظ الدولار على مكاسبه على المدى القصير طالما استقرت تداولات المؤشر أعلى مستوى الدعم 101.33 ومن المتوقع أن يواجه مقاومة قوية عند المستوى 101.90 وفي حال اختراق هذا المستوى فمن المتوقع مواصلة ارتفاع الدولار إلى المستوى 102.30.
