التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية يسجل ارتفاعًا بنسبة 2.9% سنوي

ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة الشهر الماضي، وفقًا لآخر تقرير عن أسعار المستهلكين في ظل إدارة بايدن على عكس آمال المواطنين وتفاؤلهم بتباطؤ مستوى ارتفاع الأسعار خاصة قبل تولي دونالد ترامب الرئاسة حيث وعد ترامب بخفض الأسعار لملايين الأمريكيين. ومع ذلك، بينما تباطأ ارتفاع الأسعار بشكل كبير منذ ذروته بعد الجائحة عند 9.1%، لا يزال معدل التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% سنويًا.
فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) بمعدل سنوي بلغ 2.9% في ديسمبر، مقارنة بـ 2.7% في الشهر السابق، وهو ما يتماشى مع التوقعات، وفقًا للبيانات الرسمية. وعلى أساس شهري، ارتفع المؤشر بنسبة 0.4%.
التضخم الأساسي
المؤشر "الأساسي" الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفع بنسبة 3.2% في ديسمبر، بانخفاض طفيف عن المعدل السنوي البالغ 3.3% في نوفمبر، وهو أقل من المتوقع. هذا التراجع طمأن المستثمرين، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.4% مع بدء التداول في وول ستريت يوم الأربعاء.
تصريحات ترامب وتحديات التنفيذ
خلال الحملة الانتخابية، وعد الرئيس القادم مرارًا وتكرارًا بخفض أسعار السلع، بما في ذلك البقالة التي ارتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، بعد فوزه بالانتخابات، أقر بأن تحقيق ذلك سيكون صعبًا للغاية.
يؤكد تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأخير، الذي صدر قبل أيام من تسليم إدارة بايدن البيت الأبيض إلى ترامب وفريقه، مدى صعوبة الوفاء بهذه الوعود لتخفيف تكاليف المعيشة.
نظرة تفصيلية على مستويات التضخم
- الأسعار لا تزال في ارتفاع، حيث زادت بمعدل أعلى في ديسمبر مقارنة بنوفمبر.
- يبقى التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
- ارتفعت أسعار المركبات وتذاكر الطيران، وقد يكون زخم "مؤقت" أثر على الأرقام الرئيسية.
حيث كل من الزيادة بنسبة 0.5% في أسعار المركبات الجديدة و1.2% في أسعار المركبات المستعملة يرجح أنها تعكس طلبًا قويًا على الاستبدال بعد أعاصير كبيرة. كما أن موسم السفر المزدحم للعطلات كان مسؤولًا عن زيادة تذاكر الطيران بنسبة 3.9% في ديسمبرز
هذه العوامل تمثل مكونات متقلبة ولا تعكس الاتجاه العام للتضخم. كان من الممكن أن يرتفع المؤشر الأساسي بنسبة 0.13% فقط، إذا ظلت أسعار المركبات والسفر الجوي دون تغيير.
أعلن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن مؤشر أسعار المستهلك لجميع المستهلكين في المناطق الحضرية (CPI-U) ارتفع بنسبة 0.4% (بعد التعديل الموسمي) في ديسمبر، بعد ارتفاعه بنسبة 0.3% في نوفمبر. وعلى مدار الـ 12 شهرًا الماضية، ارتفع مؤشر جميع البنود بنسبة 2.9% قبل التعديل الموسمي.
الطاقة والغذاء كأبرز المساهمين في التضخم
- الطاقة:
ارتفع مؤشر الطاقة بنسبة 2.6% في ديسمبر، وهو ما يمثل أكثر من 40% من الزيادة الشهرية في مؤشر جميع البنود. وارتفع مؤشر البنزين بنسبة 4.4% خلال الشهر. - الغذاء:
ارتفع مؤشر الغذاء بنسبة 0.3%، مع زيادة متساوية بنسبة 0.3% لكل من الغذاء داخل المنازل وخارجها.
التضخم الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة)
- ارتفع بنسبة 0.2% في ديسمبر، مقارنة بزيادة بنسبة 0.3% خلال الأشهر الأربعة السابقة.
- شهدت زيادات في مؤشرات مثل الإيجارات، تذاكر الطيران، السيارات المستعملة والجديدة، التأمين على المركبات، والخدمات الطبية.
- انخفضت مؤشرات العناية الشخصية، الاتصالات، والمشروبات الكحولية خلال الشهر.
التحليل السنوي
- ارتفع مؤشر جميع البنود بنسبة 2.9% خلال الـ 12 شهرًا المنتهية في ديسمبر، مقارنة بـ 2.7% خلال الفترة المنتهية في نوفمبر.
- ارتفع مؤشر الطاقة بنسبة -0.5%، بينما ارتفع مؤشر الغذاء بنسبة 2.5% على مدار العام.
- ارتفع مؤشر جميع البنود باستثناء الغذاء والطاقة بنسبة 3.2% خلال نفس الفترة.
توقعات الفائدة بعد البيانات الصادرة
تسعر الأسواق بنسبة 97.3% أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على معدل الفائدة عند المستويات الحالية 4.5% خلال اجتماعه القادم في 29 يناير من العام الجاري ولكن لا تزال هناك شكوك بألا تصدق الفيدرالي الأمريكي بتوقعاته بخفض الفائدة مرتين هذا العام بعد تسارع التضخم مرة أخرى ولهذا قد يشهد الدولار المزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
