كيف ستتأثر الأسواق مع بدء تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية
مع بداية دونالد ترامب لفترته الرئاسية الثانية كرئيس الـ47 للولايات المتحدة، من المتوقع حدوث تغييرات كبيرة في التجارة العالمية، وسياسات الطاقة، والعلاقات الدولية. سنستعرض التأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية المحتملة لأجندة "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترامب وإجراءاته الحمائية، مع التركيز على التحديات والفرص التي ستواجه الاقتصاد العالمي في عام 2025.
1. التجارة والتعريفات الجمركية
من المتوقع أن تقوم إدارة ترامب بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 10-20% على الواردات الأمريكية، وقد تصل إلى 60% على الواردات الصينية. تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل العجز التجاري للولايات المتحدة، لكنها قد تؤدي إلى ردود أفعال انتقامية وإعادة ترتيب سلاسل الإمداد العالمية.
- التأثير على الحلفاء: حتى الدول مثل فيتنام والمكسيك، التي استفادت من إعادة ترتيب التجارة في السنوات الأخيرة، قد تواجه تحديات بسبب هذه التعريفات المحتملة.
- المخاطر العالمية: تصعيد القيود التجارية قد يؤثر بشكل غير متناسب على الاقتصادات المفتوحة في آسيا والاتحاد الأوروبي، مما يدفع باتجاه تعزيز التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة.
2. الأمن والدفاع
تُظهر إدارة ترامب ترددًا في تقديم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا وتقليص مشاركتها في الناتو، مما قد يسرع من تراجع النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
- التبعات: هذا التحول في الالتزامات العسكرية العالمية قد يخلق حالة من عدم اليقين، خاصة فيما يتعلق بتأمين طرق التجارة الدولية التي تعتمد بشكل كبير على القوات البحرية الأمريكية.
3. المناخ والطاقة
تشير رئاسة ترامب إلى العودة إلى مصادر الطاقة التقليدية، مع دعم لصناعات الوقود الأحفوري مثل النفط الصخري والغاز الطبيعي. ومن المحتمل أن تشهد السياسات المناخية الصديقة للبيئة، مثل قانون تخفيض التضخم، تخفيضًا في التمويل أو التركيز.
- تأثير على سوق الطاقة: زيادة الاستثمارات في الوقود الأحفوري قد تتعارض مع الأهداف المناخية العالمية.
التأثيرات الإقليمية
آسيا
- التعريفات وتأثير العملات: التعريفات المرتفعة على السلع الصينية (التي قد تصل إلى 60%) وقوة الدولار الأمريكي قد تضر بالاقتصادات الآسيوية. كما أن انخفاض قيمة اليوان الصيني قد يفاقم الضغط على المصدرين الإقليميين.
- الجيوسياسة: النهج الانعزالي لترامب قد يجلب حالة من عدم اليقين حول التزامات الولايات المتحدة العسكرية في آسيا، بما في ذلك تجاه تايوان.
أمريكا اللاتينية
- تباطؤ اقتصادي: قد تؤثر الإجراءات الحمائية سلبًا على دول مثل المكسيك، بينما قد تواجه أمريكا الوسطى انخفاضًا في التحويلات وسياسات هجرة أكثر صرامة.
- التقلبات: انخفاض السياحة الأمريكية والقيود التجارية قد يضغط على احتياطيات النقد الأجنبي ونمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة.
أوروبا
- اضطرابات التجارة: قد تؤدي التعريفات الجمركية إلى تقليل الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، بينما قد يؤثر عدم اليقين الاقتصادي العالمي على نمو الاتحاد الأوروبي.
النظرة العالمية
من المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب إلى زيادة في التجزؤ الاقتصادي العالمي، وتباطؤ النمو في العديد من المناطق، وارتفاع التقلبات في أسواق العملات والتمويل. ستتأثر صناعات رئيسية مثل الطاقة والتصنيع والتكنولوجيا، بينما ستعمل الدول الحليفة والمنافسة على إعادة تقييم استراتيجياتها للتكيف مع السياسات الأمريكية المتغيرة.
مع تقدم عام 2025، ستختبر رئاسة ترامب قدرة الأسواق العالمية والنظام الدولي على الصمود، مما يتطلب استجابات استراتيجية من الحكومات والشركات على مستوى العالم.
